السبت، 23 يوليو 2011

دموع الليل


بسم الله الرحمن الرحيم


فرك القمر ذقنه فى ملل وهو ينظر الى الشمس وقد وارت نصف وجهها عن الكون .. عليه الان ان يستعد كى يبداء رحلته نحو الغرب 
نظر حوله ان الرحله اليوم تبدو ممله ,يجهز جياده ويجلس فى عربته ما هى الا د قائق ويلهب ظهور الجياد وفتنطلق الى الناحيه الاخرى من الكون حيث ينام طوال النهار ويستيقظ فى المساء ليبداء رحلة اخرى فى الغد.
يتلفت حوله فى تثاقل الشمس ترسل اخر شعاع الملل يقتله فلا شئ جديد ها هو الليل بثوبه الاسود قادم يفكر اللقمر قليلا ان له الاف الازمنه والاعوام وهو يدور مع الليل ولم يحدث مره ان تحدث الي الليل او حدث الليل قليلا .. 
يتسال عن سر توبه الاسود وسكونه العجيب.
ينظر الليل نحو القمر نظرة استرخاء ثم يفرد ثوبه ليلف به الكون لكن القمر يصرخ فيه. توقف ايها الليل ., متعجبا ينظر الليل الى القمر بوجهه الفضى الجميل يقضب الليل ما بين حاجبيه وبصوت رهيب كانه قادم من اعماق الزمن يسال الليل القمر 
-
ماذا تريد 
-
اريد التحدث اليك قليلا 
-
ولماذا تتحدث الى نحن هنا فى مهمه لا بد لنا من اتمامها 
-
نعم , لكننا نقوم بهذا العمل منذ الف الف زمن قبل هذا الزمن فلماذا لا نجلس ونتحدث قليلا
-
يبدو انك ثرثا ايها القمر لقد حدثونى عنك وقالوا انك يمكن ان تعطلنى عن مهمتى
يقول القمر وقد بداء عليه خيبة الامل 
-
حسنا لنكمل الرحله لكن اردت ان اسالك عن سر لون ثوبك الاسود وسر سكونك العجيب
الليل وقد بداء يركن الى الراحه وتذكر الماضى يقول فى صوت مثقل برائحة الماضى البعيد
-
ذلك اللون وهذا السكون هما اخر ما تبقى لى من الدموع 
-
دموع !! وما شان الدموع هنا 
-
انت اذن لا تعرف قصتى ايها القمر 
-
كلا لا اعرف ولكن الفضول يقتلنى
-
ساحكى لك لكن ماذا عن رحلة العمل ؟
-
احكى لى ونحن نتجه ناحية الغرب 
-
وهو كذلك 
يلهب القمر ظهور خيل عربته فتنطلق به بينما يجلس هو فى المقصوره وكله شوق الى الاستماع , بينما يتم الليل لف عبائته السوداء على ارجاء الكون ثم يفلت الحبات الفضيه فينثرها فى الفضاء كى تزين العباءة للناظرين
يتقدم القمر قليلا ناحية الغرب ثم ينظر من نافذة عربته فيرى الليل وقد اتم عمله وجلس هناك حزينا مثل كل يوم , ينهد القمر فى اسى ويجول بخاطره لا بد وان هذا الليل قد ظلم كثيرا حين صار اسود اللون ولو وجوده هو وحبات النجوم لصار الليل لعنة تحل كل يوم على الكون كله 
ينظر الليل ناحية القمر ويقول له هل تريد يا عزيزي ان احكى لك قصتى .
يقول القمر بكل لهفه وشوق 
-
نعم نعم ابدا الان ولا تتاخر 
يزفر الليل زفره حاره وكانها خارجه من اصل بركان غاضب ويقول فى صوت باكي 
-
انا يا صديقى اقدم العاشقين واول من عرف الحب و اول قلب ينبض بين الموجودات جميعا , فانا احببت امراءه ذات شعر ذهبي وقوام غجرى وحديث ساحر ومنطق عجيب ... كنت اذا رايتها تركتها تسرح على صدرى كما يحلو لها واعطيتها الكون كله تلعب فيه وتمرح وتامر وتنهى وتعطي وتمنع وتخفض وترفع وتجيب على من تشاء او تترفع .
قاطعه القمر وقد خالطه احساس بالاشفاق على صاحبه القديم 

-
ومن تلك المراءه؟!
-
انها الشمس يا عزيزى
-
الشمس ...!! وكيف جائت الى هنا
-
لقد كانت هنا منذ البدايه كانت الملكه وكنا لها العبيد وكانت الاميره وكنا لها الخدم حتى حدث ما حدث 
-
وما الذى حدث ؟؟!!
يجول اللى بخاطره فى صفحة الماضى ويتمتم بصوت مجهد 
-
جاءنا النهار يوما زائرا فراى الشمس وراته وتركت الملكة عرشها وتبعته الى هناك وهناك احبها وعشقته وعاشا معا كاعظم حبيبين وتركتنى هنا للدموع والاحزان .. فهل عرفت الان يا صديقى .
لم يجيب القمر على صديقه لان العربه قد وصلت الى اخر الرحلهوعليه ان ينزل ليعود فى الغد مع رحلة اخرى


تمت

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

قصة قصيرة


انها حقا قصة قصيرة....... قصة أذا كتبتها لا تستغرق بضع دقائق وإذا تذكرتها تمر بخاطري مرور البرق أمام عين الخائف ؛ لكنى حين احكيها لا اكف عن التكرار ولا املل من الكلام لأنها مثل كل شئ جميل في الحياة.....يأتي سريعا ويذهب سريعا فلا تأخذ نفسك حظها منه بل تظل تلاحقه في الفكر والذكري ؛ وما اجل الذكريات في ليلة صيف سطع قمرها وصفي جوها وهداي هوائها .

إذن فهي قصة قصيرة ......جاءت مع نسمات الريح وذهبت مع العاصفة..أو أظنها جاءت مع الليل وذهبت مع عباءة الصباح البيضاء ...لست اذكر أكانت الثورة البيضاء في مطلعها أم في نهايتها ؛لان نهايتها عندي متصلة بالبداية حتى أن عقلي لا يخلص إلى واحدة منهما فمثل البداية مثل النهاية جميلة متوهجه لكن فيها وخز كوخز الإبر؛ وهذا ما يجعها على أنها قصيرة لكنها عظيمه.
وسبب العظمة فيها مستمد من إبطالها.... ولكل منا قصة هو فيها البطل ؛ ولقد عاش على الأرض ملاين الناس ولم تبقي لنا ذاكرة التاريخ منهم إلا بعض الأسماء وذهب الأبطال وبقي الأمثال .
هي بلا شك قصة قصيرة......قصيرة في زمانها لكنها طويلة جدا جدا في الذكريات وعمر الذكري في الفؤاد لا يقاس بزمان ولا مكان كما لا تقاس عظائم الأحداث في التاريخ ألا بأثرها في التاريخ فيوم الثورة في حياة شعب مثل كل يوم له صباح تشرق فيه الشمس وله مساء ينام فيه الخلق لكنه ليس كمثله يوم بل هو يوم طويل جدا قد يستغرق قرون .
وهي مثل كل قصة قصيرة ......لابد لها من الوصول السريع إلى الهدف والوضوح الجيد في التفاصيل من حشو او زيادات ؛وليست تحي قصة سنوات وأعوام بل تحكي مشاعر وأحاسيس وهو ما يضع قصة فوق قصة وأديب فوق أخر ؛فالذي يقدر على الوصول إلى المشاعر وتحريك الإحساس بكلمات واحدث رأتها عينه أو تخيلها قلبه هو الأديب!!!
اليوم سأحكي لكم قصة قصيرة ...... جملة كان يرددها صديقي كثيرا ثم يبدءا في الحديث ونحن نسمع له ولا ينتهي حديثه إلا بأحد أمرين إما أن نضحك كثيرا جدا حتى نتساقط على الأرض ... أو نبكي كثيرا جدا حتى نرتفع في السماء....وكان صديق هذا يجيد التعبير بوجهه فتراه يرسم ملامح الحزن أو الفرح أو التعجب أو القلق على حسب تغير الإحداث وانفعال الأبطال في قصصه ؛ وكان له إبطالا يحكي عنهم كثيرا ....منهم فتاة أحبها وتركته وشاب صادقه وفارقه وبلاد زارها منذ زمن وهجرها إلى غيرها حتى أنا كنت يوما من أبطاله لكنه لم يحكي عنى ابدا.... واليوم وقد تفرقنا وباعد الزمان بين قلوبنا ووجوهنا لعله يذكرني ويحكي قصتي لبعض أصحابه ويبدءا الحكاية بنفس الكلام .... واليوم سأحكي لكم قصة قصيرة .
قصة قصيرة .....ولكنها انتهت وهذا منبع الحزن فيها ؛ ونحن لا نشعر بوخز الضمير إلا بعد الفعل الخطاء تمام كما لا نشعر بالحزن إلا بعد نهاية الأحداث الجميلة وقصتي كانت جميلة وانتهت لذا فانا اشعر بالحزن من اجلها ....؛ وأنا اليوم اكتب ذكرها على الورق لأنقلها من عالم الذكري إلى عالم الخلود حتى لا تكون قصة قصيرة بل قصة خالدة .... كيوم الثورة.
قصة قصيرة.....غيرة الكثير من الحياة لكنها بقيت قصة.
قصة قصيرة ..... انتهي كل أبطالها وأحدثها لكنها بقيت تدور.
قصة قصيرة ..... ذابت كل الألحان وبقيت وحدها فى الذاكرة.
قصة قصيرة..... يوم رحلة اخدت كل شئ وبقي كل شئ

الأربعاء، 4 مايو 2011

السنة سبعة آلاف

كتبت منذ أيام قصة قصيرة ولكنى لم أتمكن من نشرها ...لأسباب كثيرة منها قلة المال وانشغال الوقت وكثرت العيال وغلاء العيش ؛ وسبحان مدبر الأرزاق ... دائما وابدأ تجد من يملك مالا أكثر لديه وقت اكبر وهموم اقل كأنما المال يشتري كل شئ حتى لو كان الوقت ....و أما الفقراء من امثالى فليس لديهم ما يشترون به الوقت إلا بعض أشياء لا تفيد كثيرا منها العرق والكد والعمل ليل نهار ....أما ابخس أثمان الوقت فهو الفن ... بكل ألوانه من فنون الصورة الى فنون الصوت ... حتى فنون القلم ؛والفن ابخس أثمان الوقت لان صاحبه يدفع معه من دمه ومن أعصابه ومن فكره ..... وتلك أشياء اعتاد الناس على اعتبارها قليلة القيمة لان قيمة الإنسان أيضا قد قلت مقارنة بقيمة الوقت الذي يشتري بالمال .
من اجل ذلك كله ولأني لا أجد ما ادفعه ثمنا للوقت والناشر الا شئ من الفن اكسب منه بضع قروش اطعم بها أولادي وأمهم قررت ان اكتب اليوم قصة طويله عسها تشفع لى يوما عند الوقت وعند المال وعند الفن وهؤلاء الثلاثة قل الشفعاء عندهم .... وسأحكي فى قصتى سبعة الاف عام ساحكي فيها الشقاء والفرح ولسوف نلمس برد الشتاء وحر الصيف وندرك كيف يكون ميلاد الأمم حين يود العظماء من فكر التاريخ ونري كيف اندثرت دعوات وقام على أطلالها دعوات أعظم ولسوف ندرك سر الخلود وعظمت الموت.
على مدي سبعة ألاف عام سنحكي الحكاية إنها قصة شعب عاش على ضفاف نهر او قصة نهر عاش على ضفتة شعب فامتزجت أفكارهما حتى بات الشعب يجري مع ماء النهر يرتفع مع تياره ويجف مع جفافه..... واصبح النهر من الشعب بمثابة الفكر العظيم الذي يجمع الاساطير لينسج منها عظمت الواقع وقصة الماضي وحلم المستقبل انهما شعب ونهر بطالنا لقصة واحدة تصور معني واحد هو معنى الكفاح لا من اجل البقاء بل من اجل التقدم والبناء وعمارت الارض.
عاش على ضفة هذا النهر قوم تحت اقدام الطاغوت الظالم يقتل أبنائهم ويستحي نسائهم ويعد عليهم الأنفاس..كأنه كاتب الأقدار لا يكتب على القوم الا الشقاء والفقر والعجز ...والغريب فى القصة ان أيام الطاغوت قد طالت حتى ظنه الشعب حقا على رقابهم ان تخضع له وعلى عقولاهم ان ترضي به فمات فى القوم صوت الثورة واندثر فيهم معني النخوة .! .. فاصبحوا امسوا وباتوا لا يرون فى الدنيا الا حق الطاغوت وامر الطاغوت ونهجه .
وفجئه وفى اكثر لحظات المسرح ظلمه ..جف النهر ؛ومات الزرع ؛وأصبحت المروج صحاري ؛والبيوت قفار ...والطاغوت بعد ان كان حقا أضحي هما وحملا ثقيلا.ولان اشد ساعات الليل ظلاما هي التى تسبق ضوء الفجر فقد تحرك فى الشعب ضميره وعاد الى النهر يشكو له مر العيش وظلم الطواغيت فأشاح النهر بوجهه فى حزن وتحدث الى الشعب لأول مرة منذ الف عام وقال له الآن تذكرني ...؟وقد تبدل الحال وأصبح النور ظلام وأصبح للهم عيال منها ما يكتم الأنفاس ومنها ما يجسم على الصدور . الان تذكر صديقك وقد أعياك الدهر وأدماك الحمل ألان تذكر أبوك الأول وقلد ظننت ان رحم الارض لم يسقي بمائي العذب لينجنك ... ولد عاق ؛ ألان يا بنى اقولك اذهب عنى فلست لك بالاب المدافع غير انى لا أحرمك نصحي فاسمع منى يا بني .
ان الحياة لا تحلو ابدا وليس طعمها بالمر بل أنت يا بني من يصنع الحلو والمر منها بيديك ولقد رضيت بان تذوق الحياة من صنع غيرك ورأيت المر حلوا والباطل حقا والليل نور .... واليوم وقد جاء دورك فلتثور على نفسك اولا حتى تفيق الى اصل طبعك ويشرق النور فى قلبك والحكمة فى عقلك فتعرف الحلو من المر وبعدها عليك بالطاغوت لا يغرنك تقلبه فى البلاد فهو يحي على ما يشربه من دمك وما يكله من لحمك فان تمنعه من ذلك مات جوعا وعطشا.
ولان الظلام لا يدوم فلقد هبت خيل القوم تحارب دولة الظلم بعد ان استيقظ فى الشعب صوت الثورة وصرخ فيهم داعي العزة وتحركت الجموع وتحت سنابك خيل الشعب و فقد الطاغوت وزنه وبعد ان كانت الانفاس تحتبس لرؤيته أصبح تحت أقدام القوم يدوسون وجهه فى التراب ... وزال الظلم وانقضي الطاغوت الأول ومرت من بعده ألف عام وألف عام وألف عام وجاء طاغوت غيره وتحرر الشعب منه وجاء من بعدهما طاغوت أخر ولازالت الطواغيت تترادف على رؤوس القوم وفى كل مرة يفنى الطاغوت والظلم ويبقي الشعب وأبوه النهر يرددان معا .
لتحيا الحرية ..... ليحيا الشعب ..... وليبقي النهار
وليس فوق رؤوسنا إلا الله .