الثلاثاء، 12 يوليو 2011

قصة قصيرة


انها حقا قصة قصيرة....... قصة أذا كتبتها لا تستغرق بضع دقائق وإذا تذكرتها تمر بخاطري مرور البرق أمام عين الخائف ؛ لكنى حين احكيها لا اكف عن التكرار ولا املل من الكلام لأنها مثل كل شئ جميل في الحياة.....يأتي سريعا ويذهب سريعا فلا تأخذ نفسك حظها منه بل تظل تلاحقه في الفكر والذكري ؛ وما اجل الذكريات في ليلة صيف سطع قمرها وصفي جوها وهداي هوائها .

إذن فهي قصة قصيرة ......جاءت مع نسمات الريح وذهبت مع العاصفة..أو أظنها جاءت مع الليل وذهبت مع عباءة الصباح البيضاء ...لست اذكر أكانت الثورة البيضاء في مطلعها أم في نهايتها ؛لان نهايتها عندي متصلة بالبداية حتى أن عقلي لا يخلص إلى واحدة منهما فمثل البداية مثل النهاية جميلة متوهجه لكن فيها وخز كوخز الإبر؛ وهذا ما يجعها على أنها قصيرة لكنها عظيمه.
وسبب العظمة فيها مستمد من إبطالها.... ولكل منا قصة هو فيها البطل ؛ ولقد عاش على الأرض ملاين الناس ولم تبقي لنا ذاكرة التاريخ منهم إلا بعض الأسماء وذهب الأبطال وبقي الأمثال .
هي بلا شك قصة قصيرة......قصيرة في زمانها لكنها طويلة جدا جدا في الذكريات وعمر الذكري في الفؤاد لا يقاس بزمان ولا مكان كما لا تقاس عظائم الأحداث في التاريخ ألا بأثرها في التاريخ فيوم الثورة في حياة شعب مثل كل يوم له صباح تشرق فيه الشمس وله مساء ينام فيه الخلق لكنه ليس كمثله يوم بل هو يوم طويل جدا قد يستغرق قرون .
وهي مثل كل قصة قصيرة ......لابد لها من الوصول السريع إلى الهدف والوضوح الجيد في التفاصيل من حشو او زيادات ؛وليست تحي قصة سنوات وأعوام بل تحكي مشاعر وأحاسيس وهو ما يضع قصة فوق قصة وأديب فوق أخر ؛فالذي يقدر على الوصول إلى المشاعر وتحريك الإحساس بكلمات واحدث رأتها عينه أو تخيلها قلبه هو الأديب!!!
اليوم سأحكي لكم قصة قصيرة ...... جملة كان يرددها صديقي كثيرا ثم يبدءا في الحديث ونحن نسمع له ولا ينتهي حديثه إلا بأحد أمرين إما أن نضحك كثيرا جدا حتى نتساقط على الأرض ... أو نبكي كثيرا جدا حتى نرتفع في السماء....وكان صديق هذا يجيد التعبير بوجهه فتراه يرسم ملامح الحزن أو الفرح أو التعجب أو القلق على حسب تغير الإحداث وانفعال الأبطال في قصصه ؛ وكان له إبطالا يحكي عنهم كثيرا ....منهم فتاة أحبها وتركته وشاب صادقه وفارقه وبلاد زارها منذ زمن وهجرها إلى غيرها حتى أنا كنت يوما من أبطاله لكنه لم يحكي عنى ابدا.... واليوم وقد تفرقنا وباعد الزمان بين قلوبنا ووجوهنا لعله يذكرني ويحكي قصتي لبعض أصحابه ويبدءا الحكاية بنفس الكلام .... واليوم سأحكي لكم قصة قصيرة .
قصة قصيرة .....ولكنها انتهت وهذا منبع الحزن فيها ؛ ونحن لا نشعر بوخز الضمير إلا بعد الفعل الخطاء تمام كما لا نشعر بالحزن إلا بعد نهاية الأحداث الجميلة وقصتي كانت جميلة وانتهت لذا فانا اشعر بالحزن من اجلها ....؛ وأنا اليوم اكتب ذكرها على الورق لأنقلها من عالم الذكري إلى عالم الخلود حتى لا تكون قصة قصيرة بل قصة خالدة .... كيوم الثورة.
قصة قصيرة.....غيرة الكثير من الحياة لكنها بقيت قصة.
قصة قصيرة ..... انتهي كل أبطالها وأحدثها لكنها بقيت تدور.
قصة قصيرة ..... ذابت كل الألحان وبقيت وحدها فى الذاكرة.
قصة قصيرة..... يوم رحلة اخدت كل شئ وبقي كل شئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق